الصحة النفسية للأم والطفل: ما لها وما علينا
الصحة النفسية للأم والطفل: ما لها وما علينا
تُعد الصحة النفسية ركيزة أساسية في بناء أسرة مستقرة ومجتمع صحي. فبين ضغوط الحياة اليومية، ومسؤوليات التنشئة، ومتطلبات الرعاية، تصبح صحة الأم النفسية حجر الزاوية الذي ينعكس مباشرة على صحة الطفل النفسية والعاطفية. الأسرة هي عماد المجتمع، وعندما تكون الأسرة متزنة نفسيًا، فإنها تُنتج جيلًا واعيًا، واثقًا، وقادرًا على التفاعل الإيجابي مع العالم من حوله.
أولًا: استراتيجيات يومية لتقوية العقل وتحسين المزاج
لا يتطلب تحسين الصحة النفسية تغييرات جذرية، بل تكمن القوة في العادات اليومية الصغيرة التي تُحدث فرقًا كبيرًا على المدى الطويل. إليك بعض الاستراتيجيات البسيطة التي يمكن لأفراد الأسرة تنفيذها معًا:
- الاستيقاظ المبكر والتمدد (Stretching): ابدأ يومك بـ 5 دقائق من التمدد وتنفس عميق. يُساعد ذلك على تنشيط الجسم وتهدئة العقل.
- التواصل الإيجابي: خصص وقتًا بعد الإفطار للتحدث مع أفراد الأسرة عن مشاعرهم، حتى لو كانت بسيطة مثل: "اليوم أشعر بالنشاط!"
- اللعب مع الطفل يوميًا: 15 دقيقة من اللعب الحر (مثل الرسم، أو بناء المكعبات) تقوي الرابطة العاطفية وتقلل من التوتر عند الأم والطفل معًا.
- الضحك والموسيقى: شغّل موسيقى مبهجة في المنزل، وراقصي طفلك! الضحك يفرز الإندورفين، وهو "هرمون السعادة".
- النوم المبكر: حاولي الالتزام بموعد نوم مبكر للأم والطفل. النوم الكافي يقلل من التوتر ويعزز الصحة العقلية.
ثانيًا: حلول عملية تنفذها الأسرة أو بمساعدة الأقارب
لا يجب أن تكون الرعاية النفسية مقتصرة على الطبيب. هناك حلول تطبيقية يمكن لأفراد الأسرة أو الأقارب دعمها:
- نظام "الجارة الداعمة": يمكن لجارة أو قريبة موثوقة أن تزور الأم أسبوعيًا للاستماع لها أو مساعدتها في رعاية الطفل لبضع ساعات، مما يمنحها فرصة للراحة أو ممارسة هواية.
- مجلة مشاعر عائلية: اجعلوا دفترًا مشتركًا تكتب فيه كل عضوة (حتى الطفل الصغير يرسم مشاعره) ما يمر به يوميًا. يعزز هذا التعبير العاطفي.
- وجبات جماعية دون هواتف: خصصوا عشاءً أسبوعيًا بدون أجهزة إلكترونية، يُستخدم فقط للتحدث والضحك والمشاركة.
- دعم الأب الفعّال: دور الأب في دعم الأم نفسيًا لا يُقدّر بثمن. مشاركته في رعاية الطفل، الاستماع، أو حتى إعداد القهوة صباحًا له أثر نفسي كبير.
- أنشطة خارج المنزل: نزهة في الحديقة، زيارة الجدّة، أو رحلة قصيرة تُعيد شحن الطاقة النفسية للجميع.
ثالثًا: متى نطلب المساعدة المتخصصة؟
رغم أن الدعم العائلي مهم جدًا، إلا أن بعض الحالات تتطلب . لا تترددي في طلب المساعدة إذا لاحظت:
- بكاء مستمر عند الأم دون سبب واضح.
- فقدان الشهية أو الأرق المزمن.
- صعوبة في الارتباط بالطفل أو الشعور باللامبالاة تجاهه.
- نوبات غضب متكررة أو أفكار سلبية متواصلة.
- تغيرات مفاجئة في سلوك الطفل (كالتأخر في النطق، أو الانطواء الشديد).
رابعًا: أسئلة شائعة – آراء المختصين
س: هل اكتئاب ما بعد الولادة يصيب جميع الأمهات؟
د. لمى عبد الرحمن، أخصائية نفسية إكلينيكية: "لا، لكنه شائع جدًا. نحو 1 من كل 7 أمهات يمررن باكتئاب ما بعد الولادة. المبادرة بالعلاج مبكرًا تُحدث فرقًا كبيرًا."
س: كيف أعرف أن طفلي يحتاج لدعم نفسي؟
أ. سامر حجازي، مُعالج سلوكي للأطفال: "إذا كان الطفل يعاني من كوابيس متكررة، أو رفض المدرسة، أو تغير في السلوك دون سبب طبي، فالاستشارة المبكرة تُجنّبه تفاقم المشكلة."
س: هل يمكن للأقارب أن يسهموا في تحسين الصحة النفسية؟
د. نور الدين فؤاد، استشاري الصحة النفسية: "بالطبع! الدعم الاجتماعي من الأقارب يقلل من الشعور بالعزلة. مجرد وجود شخص يستمع يمكن أن ينقذ حياة."
خامسًا: مصادر موثوقة للدعم والمساعدة
روابط خارجية مفيدة:
منظمة الصحة العالمية – الصحة النفسية | المعهد الوطني للصحة النفسية (NIH) | Psychology Today – دليل المختصين
للحجز مع مختص نفسي في منطقتك، يمكنك زيارة منصات مثل: تكاتف أو سول سبيس.