إحياء خلايا الإنسولين النائمة: أمل جديد لمرضى السكري

إحياء خلايا الإنسولين النائمة: أمل جديد لمرضى السكري

إحياء خلايا الإنسولين النائمة: أمل جديد لمرضى السكري

لعقودٍ طويلة، عاش ملايين المصابين بمرض السكري – ولا سيما من النوع الأول – في انتظار علاجٍ جذري يُعيد لهم قدرتهم على إنتاج الإنسولين بشكل طبيعي. واليوم، تلوح في الأفق بوادر ثورة علاجية قد تُعيد تعريف هذا المرض، بعد اكتشاف علماء أن بعض خلايا بيتا (β-cells) المنتجة للإنسولين في البنكرياس لا تُدمَّر تمامًا كما كان يُعتقد، بل تدخل في حالة "خمود" أو "نُعاس" يمكن عكسها.

ما المقصود بـ"الخلايا النائمة"؟

في مرض السكري من النوع الأول، يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا في جزر لانغرهانس بالبنكرياس، ما يؤدي إلى تراجع شديد في إنتاج الإنسولين. لكن دراسات حديثة كشفت أن جزءًا من هذه الخلايا لا يُقتل، بل يُوقف وظيفته كآلية دفاعية ضد الهجوم المناعي الذاتي. هذه الخلايا تُسمّى "خلايا نائمة" (dormant β-cells)، وتظل حية لكنها غير نشطة.

في دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة Nature Metabolism، وجد باحثون من جامعة كوبنهاغن أن هذه الخلايا تحتفظ بقدرتها على إنتاج الإنسولين، ويمكن "إيقاظها" باستخدام جزيئات معيّنة تحفّز إعادة تنشيط مسارات الإشارات الخلوية الخاصة بإنتاج الإنسولين.

كيف يمكن إحياء هذه الخلايا؟

يركّز الباحثون حاليًا على استراتيجيات علاجية تهدف إلى:

  • تثبيط الاستجابة المناعية المفرطة التي تهاجم خلايا البنكرياس.
  • استخدام جزيئات صغيرة (small molecules) أو عوامل نمو (growth factors) لإعادة تنشيط الخلايا النائمة.
  • الجمع بين العلاج المناعي والعلاج التجددي لاستعادة وظيفة البنكرياس الطبيعية.

على سبيل المثال، أظهرت تجربة سريرية أولية نُشرت في مجلة Cell Stem Cell عام 2023 أن دواءً تجريبيًا يُدعى "Verapamil" – وهو دواء قديم يستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم – قد يساعد في حماية خلايا بيتا من التلف، بل ويعيد تنشيط بعضها لدى مرضى السكري من النوع الأول.

ماذا يعني هذا لمرضى السكري؟

إذا نجحت هذه الاستراتيجيات في التجارب السريرية الواسعة، فقد نشهد تحولًا جذريًا في علاج السكري من النوع الأول – من مرض مزمن يتطلب حقنًا يومية للإنسولين إلى حالة يمكن التحكّم بها عبر علاجات تعيد للجسم قدرته على تنظيم سكر الدم ذاتيًا.

كما أن هذه الاكتشافات قد تنطبق أيضًا على بعض حالات السكري من النوع الثاني المتقدمة، حيث تفقد خلايا بيتا فعاليتها مع مرور الوقت، وقد تستفيد من نفس آليات "الإيقاظ".

التحديات والآفاق المستقبلية

رغم التفاؤل الكبير، لا تزال هناك تحديات كبيرة، أبرزها:

  • التأكد من أن إعادة تنشيط الخلايا لا يُعيد تفعيل الهجوم المناعي عليها.
  • تحديد الجرعات والتوقيت المثالي للعلاج.
  • الوصول إلى علاجات آمنة وفعّالة على المدى الطويل.

لكن المؤكد أننا نعيش لحظة فاصلة في تاريخ مرض السكري. ومع تقدّم البحوث في مجالات مثل الطب التجديدي، والتعديل الجيني، والعلاج المناعي، يصبح الحلم بعلاج جذري أكثر واقعية من أي وقت مضى.

شكرًا لك على قراءة هذا المقال. نأمل أن يكون قد قدّم لك بصيص أملٍ جديد في مواجهة مرض السكري. لا تنسَ استشارة طبيبك قبل اتخاذ أي قرارات علاجية بناءً على المعلومات الواردة هنا.

© 2025 – معلومات طبية لأغراض تثقيفية فقط.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

**💚جهاز إزالة الشعر بتكنولوجيا الذبذبات:💚 الحل الأمثل لبشرة ناعمة ومثالية!💚**

فرصتك لبدء مشروعك الرقمي وبناء دخل مستمر – بدون خبرة تقنية

**🔪 استعد لتحويل مطبخك إلى محطة طبخ احترافية مع قطاعة الخضار اليدوية! 🍠🥕**