حمى الضنك: الأسباب، الأعراض، والوقاية
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
حمى الضنك: الأسباب، الأعراض، والوقاية
حمى الضنك (Dengue fever) هي مرض فيروسي يُعدّ من أكثر الأمراض المنقولة عبر البعوض انتشارًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقرب من 390 مليون شخص يُصابون سنويًا بفيروس الضنك، منهم نحو 96 مليون حالة تظهر عليها أعراض ملحوظة [مصدر: منظمة الصحة العالمية].
ما هو فيروس الضنك؟
ينتمي فيروس الضنك إلى عائلة Flaviviridae، وله أربع سلالات مصلية رئيسية (DEN-1، DEN-2، DEN-3، DEN-4). الإصابة بأي سلالة توفر مناعة ضدها فقط، لكنها لا تحمي من السلالات الأخرى—بل قد تزيد من خطر الإصابة بصورة أشد (حمى الضنك النزفية) عند التعرض لسلالة مختلفة لاحقًا.
كيف ينتقل المرض؟
ينتقل فيروس الضنك عبر لدغات إناث البعوض من نوع Aedes aegypti، وأحيانًا Aedes albopictus. ويُعد هذا البعوض نهاري النشاط، خاصة في الصباح الباكر وبعد غروب الشمس.
أعراض حمى الضنك
تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة، وغالبًا ما تظهر بعد 4–10 أيام من اللدغة. تشمل الأعراض الشائعة:
- حمى مفاجئة تصل إلى 40°م
- صداع شديد (خاصة خلف العينين)
- آلام عضلية ومفصلية شديدة (يُطلق على المرض أحيانًا “حمى العظم”)
- غثيان وقيء
- طفح جلدي
- نزيف بسيط (مثل نزيف اللثة أو الأنف)
حمى الضنك الشديدة (Dengue Hemorrhagic Fever)
في حالات نادرة، قد يتطور المرض إلى شكل خطير يُعرف بـحمى الضنك النزفية أو متلازمة صدمة الضنك، وتشمل أعراضها:
- آلام بطن شديدة
- استفراغ مستمر
- نزيف حاد
- ضيق في التنفس
- انخفاض مفاجئ في ضغط الدم
هذه الحالة تستدعي تدخلًا طبيًّا فوريًّا وقد تهدد الحياة إذا لم تُعالج.
التشخيص
يتم تشخيص حمى الضنك عبر:
- تحليل الدم (CBC) لكشف انخفاض عدد الصفائح الدموية
- اختبارات مصلية (مثل IgM/IgG ELISA)
- PCR للكشف المبكر عن الحمض النووي للفيروس
العلاج
لا يوجد علاج محدد لفيروس الضنك. يرتكز العلاج على:
- الراحة
- شرب كميات كافية من السوائل
- خافضات الحرارة (يفضّل استخدام باراسيتامول وتجنب الأسبرين أو الإيبوبروفين لتفادي النزيف)
- المراقبة الطبية الدقيقة في الحالات المتوسطة إلى الشديدة
الوقاية
لا يوجد لقاح متوفر على نطاق واسع في جميع البلدان، رغم وجود لقاحات تمت الموافقة عليها في بعض الدول (مثل Dengvaxia، لكنه موصى به فقط لمن سبق لهم الإصابة). لذا، يبقى التركيز على:
- مكافحة البعوض: إزالة مصادر تكاثره (مياه راكدة في الإطارات، أواني الزهور، خزانات مفتوحة).
- استخدام طاردات الحشرات التي تحتوي على DEET أو picaridin.
- ارتداء ملابس طويلة في أوقات نشاط البعوض.
- تركيب شبك على النوافذ واستخدام الناموسيات.
الوضع الوبائي في العالم العربي
شهدت دول مثل السعودية واليمن والسودان تفشيًا متكررًا لحمى الضنك، خاصة في المناطق الساحلية الحارة والرطبة. وتشير دراسات حديثة إلى أن التغير المناخي وتوسع المدن يساهمان في اتساع رقعة انتشار البعوض الناقل [مصدر: دراسة في مجلة الأمراض المدارية].
خلاصة
حمى الضنك مرض فيروسي شائع وخطير في مناطقه المتوطنة، لكنه قابل للسيطرة عبر وعي المجتمع وإجراءات الوقاية الشخصية والمجتمعية. التدخل المبكر والرعاية الداعمة يمكن أن ينقذان حياة المرضى، خاصة في الحالات الشديدة.
تعليقات